التلخيص فى أصول علم التعريص


لكل شئ فى هذه الدنيا أصول .. ولكل علم فنون ونظم تمهد السبيل أمام الإنسان لمعرفة كنه هذا العلم وطبيعته ..
ولأن ” التعريص ” انتشر بطريقة كبيرة جداً فى الأوساط الصحافية والفكرية والعلمية ووسائل الإعلام ( المرئية والمسموعة والمقروءة ) فقد ارتأيت أن أضع ملخصاً ، يُيسر على الباحث فى علم التعريص ما يُريد أن يعرفه عن ذلك العلم الخطير والذى نقترح أن تؤسس جامعة دولية باسمه لتخريج أساتذة التعريص ، ولينهل طلاب التعريص من علم ” التعريصولوجى ” حتى يتمكنوا من ممارسة التعريص بشكل صحيح وينتمى للمدرسة التعريصية القديمة التى تتفوق على مدرسة التعريص فى عصر ما بعد ” اليوتوبيا ” و ” البنيوية ” و ” الحداثة ” و ” التفكيك ” و ” الميتافيزيقيا ” ..


على الباحث الذى يحلم بنيل درجة ” التعريص ” العالمية أن يعلم جيداً أن التعريص يتمحور ويتمركز حول موضوع واحد .. ومن هذا الموضوع انتشرت فروع عديدة وطرق كثيرة وكلها يصب فى خدمة علم ” التعريصولوجى ” .. وهذا الموضوع هو ” نصارى مصر ” ؛ فإن أردت أن تكون معرصاً ذا ثقل فى دنيا التعريص ، لابد أن تبدأ مع النصارى ..
وحتى تبدأ معهم فهذه عدة مطالب تجعلك تتخطى امتحان لجنة التعريص التى تختبر كل معرص صغر أم كبر شأنه 


المطلب الأول : عزيزى الطالب ( المعرّص فى المستقبل القريب ) أن تلغى كلمة نصارى تماماً وأن تحولها إلى ” الأشقاء الأقباط ” أو ” الأقباط ” ، وأن تعتبر كلمة نصارى اضطهاد وظلم فاحش وتغول على الأشقاء البسطاء المسالمين العزل الذين لولا الملامة لاعتقدنا أنهم ملائكة تمشى على الأرض .


المطلب الثانى : أن تبالغ فى عدد نصارى مصر فتحوّله من 4 مليون ( على أفضل التقديرات ) إلى 10 مليون أو 15 مليون ، وإن كنت معرّص متفوق ونابغة فستحول العدد إلى 20 مليون ولا تنس أن تقول أن تلك هى الاحصائيات الموثقة والمراجع المعتمدة ، وأنك قد استخرت واستشرت قبل كتابة هذا العدد .
المطلب الثالث : إن كنت أيها المعرّص تعمل بالصحافة ، فما عليك إلا أن تضع صورة ” شنودة الثالث ” فى ” ترويسة ” كل عدد ، وأن تكتب أى أخبار عنه “ قداسة البابا شنودة مصاب بإسهال ” ، ” قداسة البابا شنودة يبكى لأن القتيل المسلم فى أحداث أبو فانا ضرب الكلاشنيكوف الخاص بالراهب بصدره ” 


المطلب الرابع : إن كنت تعمل بالصحافة ، فعليك أن تشن حملة ضارية ضد ” جماعة الإخوان المسلمين ” وضد الدعاة ، وعليك أن تكتب عناوين فاضحة بحق الدعاة ” الشيخ فلان يتناول الفياجرا ” و ” الشيخ علان يرقص فى شارع الهرموالشيخ ترتان يمارس اللواط فى بير السلم ” .. ولا تنسى أن تكتب عن الكتب الوهابية المتطرفة التى تكفر الأشقاء الأقباط وتزدرى عقيدتهم وأن تطالب بتخصيص 12 ساعة فى التلفزيون المصرى للنصارى وأن تدعو لعمل فقرة فى إذاعة ” القرآن الكريم ” لصحة الكتاب المقدس وعصمته من التحريف ، وأن تدعو لفصل أستاذ جامعى بحجة أنه يدرس لطلابه مادة تتهم الكتاب المقدس أنه محرف .


المطلب الخامس : إن كنت تعمل بالصحافة ، ووقع اعتداء من النصارى على أملاك الدولة وقتل النصارى مسلم رملوا زوجته ويتموا أولاده ووجعوا قلب أمه العجوز المريضة ، فما عليك إلا أن تبرز أكاذيب النصارى وتردد معهم أن المسلمين الهمج البرابرة كسروا الصليب وبصقوا عليه بل بالوا وشخوا عليه وأجبروهم على النطق بالشهادتين وكسروا عظامهم وفرموا لحومهم ، وقاموا باختطاف راهب ليصنعوا من لحمه مرقة تضاهى مرقة الدجاج ، ولكن الرب أنقذ الرهبان .


المطلب السادس : إن كنت كاتب فأمامك خيار واحد لا يقبل القسمة على اثنين ، وهو ” اضطهاد الأشقاء الأقباط ” ومحاور الكتابة فيه عديدة فمثلاً تدعو لحذف نصوص القرآن الكريم الموجودة بمناهج اللغة العربية وتدرس للطلاب بحجة أنها اضطهاد وتعسف وظلم ، وتدعو لدخول النصارى جامعة الأزهر الشريف ، وأن تدعى بأن النصارى يدفعون ضرائب 40% وأن تدعو لإلغاء التمييز الدينى وأن تدعو لحق الأقباط فى شغل المناصب العليا إذ لا يعقل أن يكون فى مصر 20 مليون قبطى كلهم حائزين على جائزة ” نوبل ” ولا يتقلد فرد منهم أى منصب رفيع ، وأن تدعو لتخصيص مائة مقعد فى البرلمان للنصارى ، وأن تدعو لاعتقال مزيد من الإخوان المسلمين لأن ذلك يطمأن الأشقاء الأقباط وأن تدعو لتفسير جديد للقرآن الكريم يقول ” لقد آمن الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ” وأن تدعو الحكومة لوقف اختطاف القبطيات القاصرات المسالمات .


المطلب السابع : إن كنت مذيع تلفزيونى عليك أن تسضيف أقبح النصارى وأطولهم لسانا وأحقرهم كلاماً وتعطيه المجال ليزدرى الإسلام ويشنع عليه ويقول فيه ما قاله مالك فى الخمر ، وكلما يعترض ضيفك المسلم قاطعه وازجره وأخبره أن الوقت يداهمك وأن ” كلسونك ” سيقع منك لأن الوقت يمر بسرعة رهيبة .


المطلب الثامن : إن كنت معد فى موقع إليكترونى يتبع فضائية ما ، فما عليك إلا أن تبحث عن كل موقع مجهول أو مدونة تافهة تسب الإسلام وتكتب أن باحث قبطى يندد بالإسلام أو تجرى حواراً مع نصرانى يسب الإسلام وتجعل منه بطل مغوار وإن أرسل لك مسلم تعقيب بسيط ( عملا بحق الرد ) أخبره أنك ترحب وعندما ينتظر نشر رده أخبره أن ابنك مريض فى المستشفى يتلوى من الألم ، فإن رد عليك بأنك ساهمت فى سب الإسلام أخبره أن الموقع الذى تعمل فيه ( ليبرالى ) وأن كلامه متطرف وصادم ويؤدى إلى بث الفرقة بين المسلمين والأشقاء الأقباط .


المطلب التاسع : إن وجدت نفسك فى وقت فراغ ولا تستطيع أن تكتب أى شئ فاكتب تحقيقاً عن ” سيارات المصريين ساحات لحرب الرموز والأيقونات ” ومن خلال التحقيق تدعو الحكومة لإزالة أى ملصق على سيارة به الشهادتين ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” لأن ذلك يؤدى إلى فتنة رهيبة ويجب أن تنص عقوبة فى قانون ” المرور ” على كل من يلصق شعار إسلامى يستفز الأشقاء الأقباط .


المطلب العاشر : عندما يقوم النصارى بسرقة أرض شاسعة من الدولة فى سبيل مخططهم لسرقة أكبر عدد من الأراضى التى تمكنهم من الانفصال بدولة صليبية فى جنوب مصر .. فما عليك إلا أن تحول الأنظار عما يحدث .. فتسب القرآن الكريم أو تطعن فى الأحاديث أو تسب الصحابة .. حتى ينشغل المسلمون بالاعتداء على دينهم بينما يتحرك النصارى بحريتهم حتى يتمكنوا من الانفصال بدولة صليبية صغيرة تكون البداية للسيطرة على مصر كلها ( جنوبها وشمالها شرقها وغربها ) .
والآن أيها الطالب ( المعرّص فى المستقبل ) إن التزمت بهذه المطالب فاعلم أنك من أوائل الطلاب الذين يتخرجون فى جامعة التعريص ، وأنك ستحصل على تقدير امتياز مع مرتبة التعريص الأولى . ويمكنك فيما بعد أن تدرس التعريص لمن تشاء وأن تضع أسس جديدة وأن تبتكر فى علم التعريص ..وربما تستحدث هيئة جائزة ” نوبل ” قسم ” نوبل للتعريص ” فتحصل عليها .هذا باختصار شديد جداً تلخيص لأصول علم التعريص التى وضعها فلاسفة التعريص الذين يتواجدون فى المواقع الآتية 
( المصرى اليوم – إيلاف – الحوار المتعفن – العربية نت – الشرق الأوسط – أهل الشيطان – البديل – روز اليوسف – الأقباط متحدون – الفجر

وفى الفضائيات الآتية ( الجزيرة – الجزيرة مباشر ” التى تنقل مؤتمراتهم الرقيعة على الهواء مباشرة ” – العربية – دريم 2 – الحياة اليوم – المحور – الحرة ) .

ولعل هذا التلخيص يرشد كل معرّص إلى أصول علم التعريص الصحيحة – وهى متشعبة وكثيرة – ولعل عمالقة التعريص يقيمون مؤتمراً فى زيورخ يناقش ( تطور التعريص منذ المعلم يعقوب وحتى المعلم عدلى أبادير ) أو ( التعريص منذ عهد نابليون وحتى الآن : مبادئه وتجلياته ) أو ( رواد علم التعريص بين ظلم المجتمع وإنصاف الغرب ) . ويخرج المؤتمر بتوصيات رئيسية أهمها ( التعريص كالماء والهواء من حق كل مواطن فى زمن المواطنة ) . 

أضف تعليق